ألحقونا

الأمن والأمان

بقلم / محمد صالح


هل فعلا شباب بنى سويف بخير وما نراه من موجات عارضة مجرد زوبعة في فنجان لها وقتها وستزول أم أنها تتأصل وتصبح ظاهرات يصعب مواجهتها و القضاء عليها ؟ بالتأكيد هذا ما نتمناه،لكن في الفترة الأخيرة سيطرت علي الشباب مظاهر سلبية هي غريبة علي المجتمع السويفي أخذت تتفاقم ،ومنها السلاح الأبيض الذي أصبح ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع المصري،وتعددت أنواعه من سيوف ومطاوي وسنج وخناجر وغيرها
أصبحت اللغة السائدة الرسمية في كل خلاف يقع بين الشباب بعيدا عن الحوار والتفاهم في المدارس وفي الشارع السويفي ،وخصوصا التعليم الفني والأسواق والمقاهي والعشوائيات ، خلاف بسيط يقع بين شخصين كطبيعة الحياة عندما نختلف ، لكن يغيب التفاهم تماما،وتغيب لغة الحوارولايسمح طرف للاستماع إلي الآخر.... وتظهر المطاوي والسنج وآلات لم نسمع بها من قبل،ولا ندري من أين لهؤلاء الشباب بهذه الآلات...ومن الذي سمح لهم أساسا بحملها ...؟وأين الرادع والرقابة .....؟
ليغيب الأمن والأمان الذي كان يسود الشارع السويفى ،وعسكري الدورية الذي كان يصرخ ..(ها مين هناك ..)بمجرد سماع صوته يرتعد المجرمون ويتجمدون من الخوف...فتقل الجريمة وينضبط الشارع ...وممنوع سهر الشباب والتواجد في الشارع والمقاهي في وقت متأخر...وكان هناك كبير يقول :عيب فننصت ونسمع الكلام ولا يتطاول الصغير علي الكبير،والكبير يعطف علي الصغير....وكان هناك كبير يرد عليه عندما ينشب خلاف أو يخطئ شخص ما فيرد عليه: ليك كبير يترد عليه ....فينتهي الخلاف ويصبح الناس( سمن علي عسل) ، وتسير الحياة ولا يعكر صفوها شيء ، لأن هناك تفاهما وحبا واحتراما بين الناس،وعلي هذا تربينا ، وهو ما ينبغي أن نربي أولادنا عليه في هذا الزمن الذي غاب فيه العقل،وتغيرت المفاهيم والقيم بين الناس في تعاملاتهم اليومية،وأصبحوا لا يطيقون بعضهم البعض في وسائل المواصلات، وطوابير العيش والأسواق،فيغيب النظام وتسيطر الفوضى، فتضيع الحقوق وتظهر المحسوبية وتنشب الخلافات ويغيب التفاهم وينعدم الحوار فيحدث تشابك بالأيدي يتطور إلي ضربة مطواة أو أية وسيلة أخري، وفي ليالي الأفراح وقانا الله ما يحدث فيها من شرور ، تتطور الخلافات إلي ماهو أبعد من المطاوي ،فنجد أسلحة أشد فتكا وتدميرا فتري سيوفا وسنجا وأحيانا أخري أسلحة نارية وكأننا في معركة حربية مع العدو ، وقد تظن بأننا نعد العدة لتحرير القدس ، حقيقة تدمي القلوب وتدمع العيون علي ما وصل إليه حالنا ،لأننا أصبحنا كارهين لأنفسنا قبل أن نكره الغير...ويحتاج المجتمع إلي وقفة لإعادة الانضباط إليه مرة أخرى ،ويجب تكاتف كافة المؤسسات الثقافية والتربوية للتوجيه ،ووضع ضوابط وقوانين رادعة لكل من يحمل هذه الأنواع من الأسلحة ، لأنها من شأنها اثارة الذعر في الشارع السويفي ، وتجعل هؤلاء البلطجية الذين يحملونها مراكز قوي للتحكم في الناس وبسط نفوذهم وسيطرتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق